الأعمدة

يُزيّن أروقةَ الجامع الخارجية، 1096 عمودًا سداسيَّ الجوانب، صُنعت من الرّخام الأبيض المطعّم بالأحجار شبه الكريمة، التي جُلبت من مختلف أنحاء العالم، كاللازوردْ واليَشْبُ الأحمرُ والجَمْشَتُ الأُرجُوَانِي، والصدف، وذلك بتصاميم زهريّة متشابكة، نُفِّذت يدويًا بتقنية "البيترا دورا"، التي نشأت في إيطاليا خلال القرن السادس عشر، ووصلت إلى سلالة المغول في أوائل القرن السابع عشر. حيث نُحِتت كل قطعة من قطع الرّخام على الأعمدة وطُعِّمت ورُصِّعت يدويًا في موقع البناء خلال المراحل الأخيرة من إنشاء الجامع، على أيدي عـدد من الحرفيين المغول المهرة الذين ينتمون للجيل الــــ16، مـن محترفي فن "البيترا دورا"، والذين كانت لهم بصمة خاصة في "تاج محل" بالهند، وذلك بتوجيه من الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيّب الله ثراه-؛ وهو ما ساهم في إحياء هذا الفن، الذي كان قد أوشك على الاندثار. وقد استُوحي تصميم الأعمدة من شكل النخلة، في تعبير عما يميز مجتمع دولة الإمارات من كرم وأصالة وقيم نبيلة، وتعتبر التيجان الذهبية أعلى الأعمدة، من أكثر المعالم المؤثرة في التصميم الخارجي للجامع، وهي مصنوعة من الألمنيوم المؤكسد ذهبيّ اللون.