بهو الزهور
تحيط بقاعة الصلاة الرئيسة في الجامع، من جهاتها الشرقية والشمالية والجنوبية، ثلاثة أبهاء، يمثل كل منها، إضافة نوعية إلى الجمالية الفريدة التي يتمتع بها الجامع، حيث تُزين كل منها أشكالٌ نباتيةٌ أنيقة، من رسوم الفنان البريطاني "كيفن دين"، التي صُممت لتتسلّق الجدران بانثناءات تُضفي عليها الحياة والجاذبية، وتتيح لها التناغم مع تصاميم أرض البهو، التي زُيّنت بدورها برخام تم تشكيله بأصناف من الزهور.
وتنطوي فكرة ذلك التصميم النباتي، على رسالة الوحدة والتعايش والتقارب بين شعوب العالم أجمع، فالبهو الرئيس الذي يقع في جهة الشرق يحوي أصناف زهور تنتمي إلى الشرق الأوسط وينمو أغلبها في البيئة الصحراوية كبيئة دولة الإمارات العربية المتحدة، أما البهو الشمالي، فيضم ورودًا تنتمي إلى القطر الشمالي في حين يزدان البهو الجنوبي بتصاميم نباتية لزهور تعود إلى القطر الجنوبي من الكرة الأرضية.
وأضفت تقنية البروز التي استخدمت في تطعيم الجدران، جمالية خاصة على التصاميم النباتية والورود التي أظهرتها بشكل ثلاثي الأبعاد كما لوكانت حية تتسلق بأناقة وتناغم، وتكامل مع تصاميم الأرضيات. ونفذت تصاميم الرسام البريطاني الشركة الإيطالية (فانتيني موسايكيFantini Mosai-)، باستخذام أكثر من 37 نوعًا من الرخام الطبيعي الملوّن، الذي جُلب من دولٍ مختلفةٍ كالصين والهند وإيطاليا ومقدونيا.
تتميز الجدران الداخلية لقباب الأبهاء بتراكيبها الجصيّة المغربية (الأرابيسك)، التي صممت بطريقة معقدة ومدعمة بألياف زجاجية، وتمتاز كل قبة بما يزينها من آيات قرآنية، وخط عربي مختلف، حيث استخدمت في الجامع ثلاثة خطوط عربية هي النسخ، الثلث، والخط الكوفي.